هذا هو الحبل المثلوث الذي لا ينقطع، الذي يتكون من ثلاثة ضمانات قوية لحفظ خراف المسيح:
أولاً: امتلاك الحياة الأبدية في الوقت الحاضر: «أَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً»: هذه هي عطية المسيح، وهي ليست بناء على أي استحقاق شخصي، ولا ننالها إلا عن طريق الهبة، والمسيح لا يهب أقل من ذلك «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» ( رو 6: 23 ). المسيح هو الواهب، والخاطئ هو الموهوب. فيا أيها القارئ العزيز: هل قبلت هذه الهبة من الله؟ هل حصلت على حياة أبدية؟ أرجو أن لا تستريح لحظة واحدة حتى تتيقن أن لك حياة أبدية لأن «الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» ( يو 3: 36 ).
ثانيًا: وعد الراعي الصالح الأمين: «وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ»: هذا ما يعطي النفس راحة كاملة، وسلامًا تامًا، لأن الذي وعد هو أمين، لن يقدر أن ينكر نفسه. لقد خاف داود خوفًا عظيمًا من أنه سيهلك يومًا بيد شاول، أما المؤمن الحقيقي فلا خوف ولا ريب عنده من جهة مستقبله الأبدي، لأن الله العظيم في قدرته، والكامل في محبته، يقول: «لَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ»، بل محفوظة إلى الأبد حفظًا مُطلقًا، بلا شرط ولا قيد، نعم «لَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ»، فيا أيها المؤمن المرتجف لا تخف لأنك لن تهلك إذ أنت في المسيح، ولك حياة أبدية، والمسيح يصرِّح لك قائلاً: «لَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». ثالثًا: قدرة المسيح وتكفله بالحفظ إلى النهاية: «وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي»: إن كلمة “أَحَدٌ” الواردة هنا معناها أنه لا توجد قوة تفصلنا عن المسيح، أو تخطفنا من يده. فيا له من ضمان ثابت!