ثلاثة من بين الرسل تكلَّموا عن المؤمنين ككهنة. الرسول يوحنا يُعلن الحق الجديد الخاص بكوننا ملوكًا وكهنة ( رؤ 1: 5 ( عب 10: 19 ؛ 20: 6). والرسول بولس يُعلن دخولنا ككهنة، إلى الأقداس السماوية، بثقة (عب10: 19). أما بطرس فيختص بالكهنوت، وليس بالكهنة فقط. والكهنوت يشمل الكهنة والخدمة والملابس والذبائح. والكهنة عادة، ليسوا كلا بمفرده، لكن الكل معًا. هنا الوحدانية، وهنا قيادة الروح.
وكل قديس يُمارس كهنوتًا مزدوجًا؛ كهنوتًا مقدسًا وكهنوتًا ملوكيًا. بالكهنوت المُقدَّس يُقدِّم السجود الروحي لله. وبالكهنوت الملوكي نُقدِّم شهادة محبتنا الحقيقية للبشر، من حولنا، عن مسيحنا. والكهنوت المقدس هو الأميز للمؤمن وهو متعته، وهو أساس وقوة وجلال الكهنوت الملوكي. وقوة النعمة تُستعلن، في كليهما. والكهنوت المُقدَّس يأخذ بناظرينا إلى المسيح الآن في الأقداس، وبقلوبنا للسماويات. أما الكهنوت الملوكي، فسيُمارسه الرب، في الملك الألفي، على الأرض. ونحن بممارستنا الجادة له من الآن، نملأ الدنيا بعبير المُلك قبل الأوان.
ولتوضيح الكهنوت الملوكي والمقدس نقول: إبراهيم في مذابحه، كهنوت مقدس. أما عفته مع لوط، وملك سدوم وبني حث، كهنوت ملوكي. يعقوب مُقدِّمًا ذبائحه في بئر سبع، كهنوت مقدس، ومُباركًا فرعون مرتين كهنوت ملوكي. بولس وسيلا في السجن يُصليان ويُسبحان الله، كهنوت مقدس. وإذ صرخ بولس بصوت عظيم للسجان: ألا يفعل بنفسه شيئًا رديًا، وطمأناه أن الكل في مكانه؛ هو كهنوت ملوكي، أخلاق الملوك ( أع 16: 25 –28). دانيآل رافضًا الامتناع عن الصلاة، كهنوت مُقَدَّس (دا6). وفي عفته ورفضه عطايا بيلشاصر، له أخلاق الملوك وكهنوتهم ( دا 5: 17 ).