مع غنيٍّ عند موتهِ

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الأحد 3 إبريل 2022

تصفح مقالات سابقة

مع غنيٍّ عند موتهِ

« وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ» ( إشعياء 53: 9 )

كانت خطة السلطات الدينية والمدنية أن يُدفَن جسد المسيح، مع المجرمين والقتلة، ويُطوَّح جسده المُبارك لتلتهمه الكواسر والوحوش، أو يُحرّق بالنيران مع النفايات في “وَادِي ابْنِ هِنُّومَ”. وهل كانت تُعمَل للمجرمين مراسيم جنازات؟ طبعًا لا. هذا ما صوَّره إشعياء النبي: «جُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ». يا لرداءة الإنسان وعمى قلبه! فهذا الجسد الكريم الغالي، الذي تكوَّن بالروح القدس، في أحشاء المُطوَّبة مريم، كيف يُدبر له الإنسان أن يُهينه بوضعه مع المجرمين. ذلك الجسد العجيب، الذي لا نظير له، لأنه خلا من الخطية تمامًا، لذاك الذي أصبح رأسًا للخليقة الجديدة، بعد أن وضع أساسها الكامل.

أما الله فقد أبطل مشورة الإنسان الشرير، فتنبأ إشعياء: «وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ». لقد أعدَّ له الله بستانًا جميلاً، يليق بكرامة هذا الجسد الثمين. لقد جاء رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسمه يُوسُفُ “مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ”، وسأل بيلاطس أن يأخذ جسد الرب، فوهبه إياه. وجاء أيضًا نِيقُودِيمُوسُ، وتعاونا معًا في إنزال الجسد الطاهر من على الصليب. فما أجمل تلك الأيدي المُحبَّة الرحيمة التي قامت بنزع المسامير من يديه المثقوبتين، ورجليه الجريحتين. وأتى نِيقُودِيمُوسُ بكمية كبيرة جدًا من مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا، لتعطير الجسد الذي مات، بكل إكرام وتوقير.

فإن كان “السَيِّد” عاش في حياته كلها فقيرًا وغريبًا، لكنه في موته كان كأحد الأغنياء. لقد لاق به ذلك في موته. واشترك كل من يُوسُفُ ونِيقُودِيمُوسُ في تكفين جسد السَيِّد، ولَفّاَه بكتان نَقيٌ، بعد أن دهناه بالأطياب، ووضعاه في قبر جديد، لم يُوضَع فيه أحدٌ من قبل، وكان منحوتًا في صخرة في وسط البستان.

لقد أراد الناس له أن يُدفَن مع القتلة «جُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ». أما السماء فأرادت شيئًا آخر «وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ».

كاتب غير معروف


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net