الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى لمَّا كَبِرَ
«بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ» ( عبرانيين 11: 24 )
بالارتباط بولادة موسى، يُذكِّرنا الوحي بإيمان أبوي موسى، اللذين لم يتجاهلا فقط أوامر الملك، بل تغلّبا أيضًا على خوفهم. إنه الخوف من حدوث الشر، الذي هو أكثر صعوبة من غلبة الشر نفسه. ومما هو غريب حقًا، أن جمال الطفل موسى، كان مُنشطًا لإيمانهما؛ إنهما سلكا بالإيمان إذ «رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً» ( عب 11: 23 ).

أما عن موسى نفسه، ففيه نجد شهادة فعّالة للطريقة التي بها تغلّب الإيمان على هذا العالم الحاضر، مع كل ما يمكن أن يُقدمه العالم من إغراء ومجد. لقد انتصر والدا موسى على خوف العالم، أما ابنهما فقد انتصر على إغراءاته. ونحن ربما نتغلب على خوف العالم، ولكننا بعد ذلك نسقط تحت إغراءاته. ولكي ما نتحقق من النوعية الممتازة لإيمان موسى، فمن المناسب أن نتذكر ما قاله الكتاب عن صفاته المُميَّزة، والمركز العالي الذي كان يشغله في هذا العالم. وخطاب استفانوس أمام المجمع اليهودي، يُرينا بصورة موجزة وملحوظة، موسى في صفاته وفي مركزه ( أع 7: 20 -22). إذ قيل لنا في ذلك الموضع أنه كان «جَمِيلاً جِدًّاً» وأنه «تَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ». فنحن هنا أمام رجل جذاب المنظر، وله عقل يختزن كل ما تعلّمه من مدينة كانت رائدة للعالم كله في ذلك الوقت، ويستطيع أن يؤيد حكمته بأقوال لها وزنها، وهو قادر كذلك أن يتابع أقواله بأعماله العظيمة، فموسى إذًا، من كل وجه، كان كفؤًا أن يملأ مركزه العالمي. وبالإضافة إلى مركزه العظيم الذي كان في حوزته، فإنه بالتبني كان ابنًا لابنة فرعون، وهذا معناه أنه كان يسير مباشرة نحو عرش الفراعنة.

ولكن «مُوسَى لَمَّا كَبِرَ»؛ أي لما واتته اللحظة المناسبة لممارسة إمكانياته العظيمة ومركزه العالي، عندئذ أدار ظهره لكل أمجاد العالم، إذ «أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net