الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا ربُّ نجِّني!
«إِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قَائِلاً: يَا رَبُّ، نَجِّنِي!» ( متى 14: 30 )
هناك دروس تعلَّمها بطرس من سيره فوق الماء: لقد تعلم شيئًا عن قدرة الرب؛ وهناك أيضًا دروس أخرى، تعلمها بطرس عندما أخذ في الغرق: فلقد عرف شيئًا عن ضعفه هو. وحقًا إن رحلتنا في الحياة مع المسيح، لا تخرج عن هذين الدرسين الهامين: أن الرب كل شيء، وأننا نحن لا شيء.

لقد بدأ بطرس السير حسنًا، وهو ناظر إلى المسيح مُستندًا على أمره له: «تَعَالَ». لكن يقول الوحي إنه «لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ». ولعله أخذ يفكر هل أُكمل السير أم أعوم؟ هل أعود راجعًا إلى السفينة، أم أُكمل الطريق إلى المسيح. ويقول الرسول يعقوب: «رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ» ( يع 1: 8 ).

في تصرف بطرس في هذا الموقف هناك إيجابيات يجدر بنا أن نتعلمها، وسلبيات يجدر بنا أن نتحذر منها. فالإيجابيات هي أن محبته للمسيح جعلته يطلب من الرب أن يدعوه إليه. إنه يوّد أن يكون مع المسيح، ولو كان الطريق مياهًا مُزبدة. ثم إن إيمانه في الرب جعله يمشي فوق الماء بخلاف الطبيعة. ثم نجد طاعته، فهو لن يتحرك خطوة إلا بعد أن يأخذ الأمر من الرب: «مُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ».

وأما الشيء السلبي فهو أنه حوَّل نظره عن المسيح في أثناء سيره فوق الماء. لقد استطاع السير فوق الماء طالما كان ناظرًا إلى المسيح، لكنه لما رأى الريح شديدة، خاف، وابتدأ يغرق. وفي الحقيقة سواء كانت العواصف شديدة أو كان البحر ساكنًا، فإنه أمر فوق قدرة الإنسان، وفوق الطبيعة، أن يمشي أحد فوق الماء. مما يدل على أن المسألة ليست في شدة الرياح، بل في تحول العين عن الرب. لكنه حتى في هذا الموقف، نتعلَّم من بطرس درسًا هامًا، فهو بمجرد أن بدأ يغرق، صرخ للرب. قال له كلمات بسيطة، لكنها نابعة من الأعماق: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!». وهي تُعتبر أقصر صلاة في الكتاب المقدس، ونالت استجابة فورية. فالصلاة ليست بطولها تُقاس، بل بعمقها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net