الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جهاد المخدع
«ابَفْرَاسُ ... عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ» ( كولوسي 4: 2 )
إننا نفرح بكل تأكيد، لخدام يقطعون المسافات لأجل الخدمة وبنيان المؤمنين، ونفرح لخدام يمسكون قلم الكاتب الماهر ليُفصلوا كلمة الحق، ونفرح لمن يحملون البشارة بغيرة ونشاط إلى الأماكن البعيدة، ونفرح لهم إذ نراهم يعودون مرة أخرى لافتقاد إخوتهم في كل مدينة، بروح راعوية جميلة. وحاشا أننا نُقلل من قيمة خدمات كهذه أو أن نتكلَّم عنها باستخفاف، بل نحن نُقدِّر كل هؤلاء أكثر مما تستطيعه الكلمات. لكن من وراء كل خدمة نريد روح الصلاة؛ المجاهدة والمثابرة الحارة، فإنه بدون هذه الخلفية الملتهبة بالصلاة، لا تنجح خدمة، ولا يُثمِر جهد.

رجل بلا صلاة هو غصن يابس بلا عصارة. وُمبَشِّر بلا صلاة هو مُبَشِّر بلا منفعة. وكاتب بلا صلاة قد يملأ الصفحات وإذ بها عقيمة وناشفة. ومُعلِّم بلا صلاة إنما يُعلِّم عبثًا. وإذا لم يُصلّ الراعي، تجوع الرعية. لذلك نحن نريد رجال صلاة ـــــ رجالاً مثل أبفراس ـــــ رجالاً تشهد حوائط مخادعهم لتضرعاتهم وتوسلاتهم من أجل النفوس وعمل الخدمة. ونريد هؤلاء الآن، وبدون إبطاء.

إن امتيازات غير عادية ترتبط بجهاد المخدع. وفوائد عجيبة تعود، ليس فقط على مَن نُصلي من أجلهم، بل أيضًا علينا نحن المُصلين في هدوء المخدع، مع خشوع وخضوع النفس في الحضرة الإلهية. لا بد وأن تخلع الصلاة على وجوهنا لمعانًا مقدسًا، ولا بد أن نتعلَّم معها أثمن الاختبارات. في مخادع الصلاة تعظم وتثقل كفة الأمور الروحية، بينما تتضاءل وترخص قيمة أمور الأرض التافهة.

ما أقل ما كان يعرفه القديسون في كولوسي عن محبة أبفراس التاعبة المُجاهدة، لو لم يكشف الروح القدس لهم عنها! بل ربما ظن البعض منهم أن أبفراس لا يُفكّر فيهم وهو بعيد عنهم، لكن هذا مقياس خاطئ، فالمحبة للنفوس وللرب هي التي دفعت أبفراس إلى المجاهدة في الصلاة من أجل إخوته.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net