الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اعتمدَ يسوعُ أيضًا!
«وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ،وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» ( متى 3: 14 )
لعله جدير بنا أن نتعاطف مع جهل المعمدان: لماذا يطلب رب المجد منه أن يُعمده؟ ولكن الرب أجابه: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ» ( مت 3: 15 ). وماذا يعني الرب بذلك؟ خاصةً كلمة «بِنَا»؟ عندما استعمل الرب كلمة «بِنَا» كان يُعبّر عن نعمة قلبه الذي يتوق إلى أن يُوّحِّد نفسه مع جموع المُعمَّدين. كانت تلك معمودية التوبة. ولكن ليس للرب خطية يتوب عنها، ولكنه في غنى نعمته يربط نفسه مع هؤلاء الخطاة. لقد تفاضلت نعمته حتى أنه يعترف بخطاياهم، آخذًا على عاتقه المسؤولية للتكفير عنهم، إذ وضع في قلبه القصد الثابت أن يحمل خطاياهم بذبيحته العظيمة على الجلجثة.

مَنْ يستطيع أن يسبر أغوار أعماق محبته عندما أخذ على عاتقه تلك المسؤولية؟ يقول الرب في لوقا12: 50 «وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟». بالطبع إن الرب يتكلَّم هنا عن موته فعلاً. لقد وطّد العزم أن يقاسي هذا الموت الكفاري. ولقد كان هذا الموت ماثلاً أمامه، في حياته اليومية، وكان الرب يدرك تمامًا هول العار الذي سيجلله موته به. يا له من مخلص كريم!

وعندما اعتمد، فإن السماوات انفتحت، للمرة الأولى في التاريخ، وروح الله نزل مثل حمامة، وسُُسمِعَ صوت الآب مُعلنًا بوضوح أن: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». أما والحال هكذا فهل ثمة إمكانية أن يفشل الرب يسوع في إتمام الغرض الذي كرس نفسه له؟ محال! لقد سجل الله الآب علانية سروره التام الذي وجده في شخص ابنه، خصوصًا بالارتباط مع عمل الفداء العظيم الذي قصد الابن أن يُتمّمه. لقد سرّ الآب به، وهو وجد سروره في عمل مشيئة الآب.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net