الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إسحَاق
« وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ» ( تكوين 22: 9 )
كانت صفات إسحاق يُميزها الصبر والهدوء والطاعة، وكان لا بد أن يلاقي قدرًا كبيرًا من احتقار العالم. وهو بَعدُ في طي الغيب، قوبل وعد مَولده بالضحك من تلك التي ستكون أُمه! وفي طفولتهِ اضطهدَه ابنُ الجارية، النسل الجسدي. والحقيقة، هي أن اسمه يبدو أنه لا يعني فقط “ضحك” الرضا والابتهاج من جانب الإيمان، بل أيضًا يعني ضحك السخرية والاحتقار من جانب عدم الإيمان. وفي ختام حياته، يتآمر عليه ابنه وزوجته، كما لو كانا يحسبانه في غفلة.

كانت حياته في أغلبها تتصف بالهدوء. ومرتين ينبش الآبار التي طمَّها الأعداء، ثم يختم حياته ببركة يعقوب. والمسيح بالمِثل اجتاز الموت في خضوع اختياري، وفي قيامته فجَّر ينابيع النعمة، ثم انطلَق من هذا العالم رافعًا يَديه بالبركة لتلاميذه.

اتصفَت حياة إسحاق عمومًا بالهدوء والتواري، وخَلَت من جسارة الإقدام، وأحبَّت العيش في المراعي الخُضر، وعند صفو المياه، إلا أنه لم يُعفَ من شدائد الحياة وتجاربها. وعلى إبراهيم وعلى ابنهِ إسحاق دَنَت في تكوين 22 سحابة داكنة كئيبة جدًا. وعلى الملايين مثلهما من البشر تعيَّن أن يروا النور من خلال الظلمة، ويَجتنوا البركة من براثن الحزن، وتعلَّموا من صروف الأيام أن العطور زهور مسحوقة، وأن الطيب أعواد محروقة. وكلّنا لا نقول كلامًا عن بركة الضيقات إلا عندما يهتز عُشُّنا ويُهدِّدهُ الخطر.

عندما صعدا معًا على جبل المُريا، كان إبراهيم حينذاك شيخًا متقدمًا في الأيام، وكان إسحاق في عنفوان الشباب. ولو لم يكن إسحاق بطبعه الهادئ المُذعن، راغبًا في أن يُربَط وأن يُذبح، لَتغيَّر الحال. في هذا كان إسحاق رمزًا تصويريًا رائعًا للمسيح. إنه في ذلك لم يكن ضحية بريئة فقط، بل كان أيضًا ذبيحة مُذعنة وخاضعة. لقد وضع نفسه وأطاع، حتى الموت ( في 2: 8 ).

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net