الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد 29 يناير‬ 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الموكب الملكي‬
‫"هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ"‬‫ ( متى 21: 5 )
‫هذه الحادثة تحكى لنا مشهد دخول المسيح إلى أورشليم كالملك. والعجيب أن الرب هو الذي سعى بنفسه للدخول إلى أورشليم بهذا الموكب الملكي ( لو 19: 30 -35)، وهذا عكس ما أظهره الرب في كل حياته السابقة على الأرض، فلقد حاولوا قبل ذلك أن يخطفوه ويجعلونه ملكًا، ولكنه انصرف إلى الجبل وحده ( لو 19: 30 ). وهو لم يحاول قط أن يُظهر نفسه للعالم كالملك ( لو 19: 30 )، ولكنه كان دائمًا يُخفى نفسه. فما هو سر تغير أسلوبه هنا؟‬

‫أولاً: كان المسيح يعلن دائمًا أنه "يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ الْمَكْتُوبُ"، وهذه النبوة ذُكِرَت في زكريا9: 9، ومن ثم كانت هناك حتمية لتتميمها. ولكن اختيار توقيت حدوثها كان أيضًا أمرًا هامًا جدًا، فالرب رفض أن يُتمّمها في يوحنا 6، لأن الوقت لم يكن قد جاء بعد، أما هنا، فبالرجوع إلى أسابيع دانيال السبعين نجد أن هذا اليوم يوافق تمامًا نهاية الأسبوع 69 من أسابيع دانيال. ولقد تكلَّم الرب عن هذا اليوم في لوقا 19: 42 "إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ"، وكان ذلك لكي يتم المكتوب "يُقْطَعُ الْمَسِيحُ (بالصلب) وَلَيْسَ لَهُ (المُلك)" (دا9: 26).‬

‫ثانيًا: نلاحظ أن هذه النبوة لها إتمام جزئي وهو ما حدث هنا، وأيضًا إتمام كُلى وهو ما سيحدث مستقبلاً. وهذا يأتي بنا إلى الوحي اللفظي لكلمة الله. فحينما اقتُبست هذه النبوة في الأناجيل، نلاحظ أن الوحي لم يذكر كلمتين، الأولى "عَادِلٌ"، لأننا نحن الآن في زمان "النعمة"، وليس في زمن العدل بالنسبة للأرض وللشعب الأرضي، والثانية "مَنْصُورٌ" أو "مُخلِّصُ"، لأنه ليس الآن أيضًا زمان خلاص الأمة اليهودية من يد أعدائها، الأمر الذي سيحدث في المستقبل، عند ظهور المسيح في مجيئه الثاني.‬

‫ثالثًا: نجد الرب داخلاً هنا على "جَحْشٍ"، وليس على "فَرَسٍ" كما في رؤيا 19: 11 لأن هنا دخول الاتضاع، وليس دخول المجد.‬

‫آرثر بنك‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net