الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كَالَّذِي يَخْدُمُ
"أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُ" ( لوقا 22: 27 )
ما أعجب أن الخالق القدير يُخلي نفسه ويظهر على الأرض في صورة عبد. يصير الغني فقيرًا لأجلنا. إن الأنبياء تنبأوا عن حالته هذه من قبل تجسده، فقال إشعياء: "هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ ... لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ" ( إش 42: 1 -3).

والإنجيل يُعطينا قصة خدمته الكاملة. لقد أتى لا ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. ما أعظمها خدمة! كان يجول يصنع خيرًا، يشفي المرضى وينطق بكلمات المحبة والتعزية والسلام. لقد خدم بلا ملل، في كل فرصة. من الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، إلى وقت متأخر من الليل كان يخدم. إن محبته الأبدية القوية، الفائقة المعرفة، هي التي حصرت حياته الكاملة. في خدمة المحبة هذه اجتاز السامرة، وسافر الساعات الكثيرة حتى تعب، طالبًا المرأة الهالكة التي عرف قصتها الدنسة كل المعرفة. بنفس هذه المحبة احتضن الأولاد الصغار بين ذراعيه وباركهم. إن هذه المحبة الخادمة هي التي حملت التلاميذ الضعفاء الكثيري الخطأ، وانحنت إلى أسفل لتغسل أرجلهم. قليل ما دوِّن في وصف الحياة العجيبة التي عاشها كالعبد المُطيع. ومع أن ما دوَّنه الروح القدس قليل إلا أنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يُسبر غوره. يستطيع المؤمن في كل وقت أن يكتشف شيئًا جديدًا، جمالاً جديدًا، حلاوة جديدة، شيئًا لم يره ولم يعرفه من قبل. ما أعظم ما فيه من جاذبية لقلب المؤمن. إن في تتبع طريقه واقتفاء خطواته المباركة - خطوات الوداعة والتواضع - الانتعاش والنشاط للقلب الذي يعرفه ويُمجده.

والخدمة العظيمة التي قام بها هذا الخادم المُحب المُطيع هي ما عمله على الصليب، إذ بذل نفسه فدية عن كثيرين. هل يستطيع أي قديس أن يقيس طول أو عرض أو عمق أو علو هذه الخدمة الفائقة؛ خدمة المحبة الأبدية!

إيمانويل ف. جون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net