الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 23 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ
"لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ" ( 1يوحنا 2: 15 )
مَحَبَّةُ الْعَالَمِ شَرٌّ في طبيعتها: يوصف العالم بأنه "الْعَالَم الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ" ( غل 1: 4 ). وقد أخبرنا الرسول يوحنا بأن هذا الشر له صور ثلاث: "شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ" ( 1يو 2: 16 ). فشهوة الجسد هي التي جعلت بلعام يركض في طريق هلاكه. وشهوة العيون هي التي أضلّت عخان، إذ نظر فانبهرت عيناه بمنظر الفضة والذهب والرداء الشنعاري، فوقع تحت دينونة الله المُرعبة. وتعظم المعيشة هو الذي ملأ قلب هامان بالطمع وطلب الرفعة، فكانت النتيجة أن دارت عليه الدوائر، فصُلب على نفس الخشبة التي أعدّها لمردخاي. وبالاختصار نقول: إن محبة العالم هي كل ما يُبعد قلوبنا عن الله، ويقيم فيها شيئًا آخر غير المسيح ونتيجتها واحدة، وهي الشقاء العاجل.

مَحَبَّةُ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ: توجد مُباينة واضحة مذكورة في رسالة يعقوب، إذ يقول الرسول يعقوب: "إنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ" ( يع 4: 4 ). لذلك دُعِيَ إبراهيم "خَلِيلَ اللهِ" ( يع 2: 23 ؛ 2أخ20: 7؛ إش41: 8). ومع أن الوحي الإلهي لا يُخبرنا صراحة عن الوقت الذي لقَبه فيه الله بهذا اللقب الجميل، إلا أنه يوجد ما يدلنا على هذا الوقت. فقد تم هذا بعد أن رفض إبراهيم أن يأخذ من يد ملك سدوم الأملاك التي أراد أن يعطيه إياها. الأمر الذي جعل الله يقول له: "لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا" ( تك 15: 1 ). إن ملك سدوم يُمثل العالم. وكما أن إبراهيم لم يرغب في الاختلاط به أو أخذ شيء منه، هكذا يجب على المؤمن أن يحفظ نفسه من العالم الذي لا يغنيه إلا بعد أن يُرغمه - من حيث لا يشعر - على تضحية مبادئه المجيدة، وإنكار المسيح فاديه إن أمكن.

مارش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net