يعطينا الكتاب خمسة أمثلة عن كيفية الاستفادة من المرض:
(1) يكشف عن قوة الله: بعد أن صلى بُولُس لكي تزول عنه الشوكة، قال له الرب: "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ"، فكتب بولس "فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" ( 2كو 12: 9 ). إن الله يُعطى قوة على احتمال الألم، لأن قوته تكون أوضح في ضعفنا. (2) يُساعدنا على الاتكال على الرب أكثر: يُقرر بُولُس أن ضيقاته كانت "لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا، بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ" ( 2كو 1: 9 ). هنا نجد أن الله كلي القوة سيُعطينا القوة لتحمل الألم. (3) يُعطينا سببًا لنشكر: يقول بولس "الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ. وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ" ( 2كو 1: 10 ، 11). لقد صلى الكورنثيون من أجل بُولُس وهو فى الضيق، فاستجيبت صلواتهم. (4) يُعطينا خبرات يُمكننا بها مساعدة الغير: قال بولس أن الله "يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ" ( 2كو 1: 4 ). فعندما نتعاطف مع الناس فى محنتهم يتشجعوا إذ يجدوا مَنْ يفهمهم، وكذلك يُمكننا أن نكون مثالاً للآخرين فى احتمال المرض. (5) يُصقل كياننا الروحي: قال بولس "وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً" ( رو 5: 3 ، 4). إن احتمال المرض يمكن أن ينشئ صلابة وثباتًا وقوة احتمال ( 2كو 1: 6 )، تمامًا كما تُنشئ التمرينات الرياضية قوة جسدية، فالله يستخدم الألم ليُصقل الشخصية، وليساعدنا على معرفة عمله فينا.