الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عُرْفَةُ
"فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا، وَأَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا" ( راعوث 1: 14 )
في الإشارة المختصرة عن عُرْفَة نرى الحالة المحزنة لمن يعترف حسنًا لكنه يفتقر إلى أية علاقة حيوية بالله وبشعبه.

إنه أمر خطير أن تجد إلى أي مدى يمكن للطبيعة أن تقدم اعترافًا واضحًا، لكنه كما حذرنا الرسول بولس أنه في الأيام الأخيرة سيكون هناك الكثيرون ممن "لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا" ( 2تي 3: 5 ).

إننا نرى صورة التقوى بكل وضوح في عُرْفَة التي ربطت نفسها بنُعْمِي في البداية كمؤمنة حقيقية؛ فنقرأ أن كل من راعوث وعُرْفَة كانتا "مَعَهَا" وأيضًا "سِرْنَ فِي الطَّرِيقِ لِلرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا" (ع7) فيبدو لنا وكأن عُرْفَة قد قطعت كل صلة بحياتها الماضية قاصدة أرض عمانوئيل.

ثم يأتي الاختبار: ها فرصة مواتية لعُرْفَة لترجع إذ قالت نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: "اذْهَبَا ارْجِعَا كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا" (ع8). لكن عُرْفَة كانت تتمتع بقدر كبير من المشاعر الطبيعية الرقيقة لأننا نقرأ أنهن "رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ أَيْضًا" (ع14). وبالطبع بدا وكأن عُرْفَة ستجتاز الامتحان، لأنها بدت وكأنها قد اتخذت قرارًا حاسمًا بأن توقع قرعتها مع نُعْمِي وشعب الله لذلك اشتركت مع راعوث في القول "إِنَّنَا نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ"، وبالإضافة إلى ذلك هي لا تفتقر إلى المشاعر الطبيعية لأننا نقرأ "فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا" ( را 1: 9 ، 10، 14).

وبالرغم من ارتباطها بنُعْمِي، وبالرغم من دموعها وكلماتها الطيبة وقبلاتها، إلا أنها تحوَّلت عن نُعْمِي وإله نُعْمِي وأرض البركة، وعادت أدراجها إلى شعبها وآلهتها وأرضها، حتى إننا لا نعود نسمع عنها أيضًا. لقد كان قلبها مرتبطًا بأرض ميلادها، فقدَّمت اعترافًا حسنًا في مظهره، لكنه اعتراف فقط. وكانت لها صورة التقوى لكنها افتقرت إلى قوتها؛ أي الإيمان البسيط بالله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net