الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عَلَى لاَ شَيْءٍ
"يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ" ( أيوب 26: 7 )
عندما نطلب الرب للخلاص والإنقاذ من أي أمر، نحن ميالون إلى معرفة أي الأشياء المادية المنظورة جاهزة ليستعملها الله في خلاصنا. وإن كنا نُصلي من أجل مساعدة مالية، نميل إلى التفكير فيما يحيط بنا، وهل هناك شخص غني يحركه الرب ليقرضنا ما نحتاج إليه! وإن فشلت أعيننا في العثور على هذا الشخص الغني، يصبح من الصعب علينا أن نؤمن بإمكانية سد حاجتنا من المال. وإن كنا في مرض وتحير الأطباء في الدواء، ولم نشعر بأي تحسن في الصحة، صعب علينا أن نُقنع أنفسنا باحتمال السرعة في الشفاء.

وهكذا دائمًا ننظر ونبحث عن وسائل مادية منظورة يمكنها أن تساعد الرب في تنفيذ أعماله. هذه النظرة مهما كانت لا بد وأن تلقي ظلاً قاتمًا على أفكارنا، وكلما اختفى أثر الأمور المادية التي نؤمل فيها، كلما ازداد الجو اكفهرارًا وقتامًا أمامنا.

ولكن تفكّر في الأمر قليلاً، فإنه ليس ضروريًا بأي حال من الأحوال بأن ترى معونة منظورة، لأن الله ليس محتاجًا إلى شيء منظور ليبدأ بواسطته "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" ( تك 1: 1 )، فمن أي شيء خلقها؟ من لا شيء على الإطلاق "لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ" ( عب 11: 3 )، ومع ذلك فإن السماوات والأرض تؤدي وظائفها بإتقان تام. ولما خلق الله الأرض، على أي شيء علَّقها؟ "عَلَى لاَ شَيْءٍ" ( أي 26: 7 )، ومع ذلك فإنها مُعلَّقة بإتقان كامل. أليس كذلك؟ إنها تسير في فلكها حول الشمس سيرًا منظمًا ودقيقًا.

حسنًا، فالله الذي عمل الشمس والقمر والنجوم من لا شيء، ويحفظها في سيرها المنظم وهي معلقة على لا شيء، يستطيع أن يسد كل أعوازك، سواء كان هناك شيء يبدأ به أو لم يكن شيء على الإطلاق. ثق فيه، فإنه سيملأ كل احتياجك ويسد كل عوز لك، ولو لم يكن هناك شيء منظور أو بالحري من "لاَ شَيْءٍ".

سبرجون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net