"إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي" ... إن سماع كلام الرب يسوع لا يقتصر على مجرد الإصغاء إليه، بل يتضمن أيضًا قبوله، والإيمان به، وإطاعته.
"وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي" ... إنها مسألة إيمان بالله. لكن، هل يعني ذلك أن الإنسان يخلص بمجرد الإيمان بالله؟ فالعديد من الناس يعترفون بإيمانهم بالله، مع أنهم لم يختبروا الخلاص أبدًا. كلا، فالمقصود هنا هو أن على الإنسان أن يؤمن بالله الذي أرسل الرب يسوع المسيح إلى العالم. وبِمَ يجب أن يؤمن؟ عليه أن يؤمن بأن الله أرسل الرب يسوع المسيح ليكون مُخلِّصًا. كذلك عليه أن يؤمن بما صرَّح به الله عن الرب يسوع، ولا سيما كونه المُخلِّص الوحيد، وأن لا مغفرة للخطايا بمعزل عن عمله الذي أكمله على صليب الجلجثة.
"فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" ... ولنلاحظ أن الرب لم يذكر أنه سوف ينال الحياة الأبدية، بل صرَّح بالحري بأن هذه الحياة قد أصبحت له، من نصيبه، منذ الآن. والحياة الأبدية هي حياة الرب يسوع المسيح. كما أنها ليست حياة ستستمر إلى الأبد فحَسب، بل هي أيضًا حياة على مستوى أرفع وأسمى. إنها حياة المُخلِّص الممنوحة لنا نحن المؤمنين به.
"وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ" والفكرة هنا هي أنه لا يُدان الآن، كما أنه لن يُدان في المستقبل. فالذي يؤمن بالرب يسوع المسيح يتحرر من الدينونة، بما أن المسيح قد دفع عنه عقاب خطاياه على الصليب. والله لن يُطالب بدفع ثمن هذه العقوبة مرتين.
"بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" ... فكل مَن آمن بالمسيح قد انتقل من حالة الموت الروحي إلى الحياة الروحية. لقد كان، قبل التعرُّف بالمسيح، ميتًا في الذنوب والخطايا، وكان ميتًا فيما يتعلق بمحبته لله أو شركته مع الرب. لكن ما إن جعل إيمانه في يسوع المسيح، حتى سكن فيه روح الله القدوس، وأصبح حائزًا الحياة الإلهية.