الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التمهل في الإنقاذ
"لَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ ... إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ" ( أعمال 12: 6 ، 7)
ظل بطرس في السجن لعدة أيام، وكانت الصلاة مستمرة من أجله في هذه الفترة، ولكن لم يكن هناك جواب من السماء. وهكذا مضى يوم بعد الآخر من أيام الفطير، إلى أن جاءت الليلة الأخيرة "وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ". ولكن لماذا لم يستجب الرب سريعًا لصلاة الكنيسة؟ الجواب: من أجلهم، بل من أجل بطرس نفسه، بل من أجلنا نحن أيضًا، بل من أجل مجده، لأن تدخل العناية الإلهية في آخر لحظة كان المحك للإيمان.

ولقد اجتاز الجميع الامتحان بنجاح باهر. فالرجل الذي سيُقدَّم للمحاكمة في الغد نراه نائمًا نومًا عميقًا في زنزانته، بينما السلاسل في يديه، والحرس حواليه، ودون أن تكون له وسادة مريحة يسند عليها رأسه! وبينما هو نائم كان الرب يسوع ساهرًا، والإخوة كانوا أيضًا ساهرين. وكان هذا امتحانًا لإيمانهم الذي لم تزده التجربة إلا ثباتًا وصلابة. كما أن إيمان بطرس ازداد قوة وتأكيدًا. ولو سألناه بعد فترة الوقت: أما كنت ترغب أن تنجو قبل هذا الوقت بيومين أو ثلاثة؟ لأجابنا كلا وألف كلا. لأني تعلَّمت في هذين اليومين أن وقت ربي وإلهي هو أنسب وقت وأحسنه، كما أني تدربت تدريبًا عمليًا على سجيتين نبيلتين هما: الصبر والاتكال.

والأختان الحزينتان في بيت عنيا، تُرسلان للسّيِّد رسالة: "يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ". وما أمجد الثقة التي لا حد لها في رقة قلب الرب! لم تقولا "تعال سريعًا"، ولم تطلبا منه أمرًا معينًا، لأنهما تأكدتا أن ما سيفعله هو عين الصواب. ولكن الرب "مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ"! لقد مكث الرب بعيدًا لكي يُفسح للموت مجالاً أن يعمل بمنجله، وكذا ليُفسح للأختين مجالاً واسعًا لامتحان ثقتهما فيه.

إنَّ تَمَهُل الرب هو امتحان للإيمان، ويجعل للإنقاذ عذوبة ومجدًا أكثر، لذلك "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" ( لو 18: 1 ).

ألكسندر ماكلارين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net