الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 4 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بَكَى يَسُوعُ
"فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي ... بَكَى يَسُوعُ" ( يوحنا 11: 33 -35)
جلست مريم حزينة مكسورة، لأن البيت الذي عاش فيه لعازر وتمتع بوجوده، لن يعود يراه مرة أخرى. وهي نفسها قد فقدت معونة وحنان أخيها الوحيد الحبيب. ولكن إلى جانب حزنها الأخوي على لعازر، كان هناك ظل قاتم يغشي قلبها، كسحابة تزداد سوادًا يومًا بعد يوم، كلما تأخر الرب عن المجيء. لماذا لم يتجاوب الرب مع رسالتها، ولماذا لم يستجب صلاتها وتوسلاتها من أجل أخيها؟ لماذا لم يحضر وينقذ حبيبه؟ لماذا لم يشفه بكلمة؟ لماذا لم يحفظ حياته حتى يأتي؟ لماذا تركه يموت؟

صحيح أن الأحزان كثيرًا ما تأتي بالأفكار السوداء المعتمة، ولكن شكرًا لله لأنها تأتي بالرب نفسه إلى المحزونين. ولما رأت مريم الرب خرت عند قدميه سجودًا وخضوعًا وترحيبًا. هناك عند قدميه حيث جلست تنهل من كلماته، جاءت الآن لتسكب نفسها أمامه قائلة: "يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!". لقد كان في هذه الكلمات شيء من الحق لأنها آمنت أن للرب سلطانًا على الموت، وأنه ما كان سيقترب في وجوده.

لقد قبل الرب كلمات الشكوى الرقيقة كما هي ولم يُبدِ أي اعتراض. لكن دموعها حركت وأظهرت عواطفه الداخلية. إن عينيها الدامعتين قد عبرتا عن عمق حزنها أكثر مما تعبر الكلمات، فبكى معها ومع جيرانها اليهود. وكم هو عجيب أن ابن الله يتحد نفسه مع الباكين، مشاركًا من أحبوه ووضعوا رجاءهم فيه، ورغم ما حدث فإنهم لا زالوا خاضعين وساجدين.

وما أقدس دموع مريم التي حركت دموع السيد! وما أحب هذه العبارة القصيرة "بَكَى يَسُوعُ"! لقد بكى بدموع الحنان فأعلن محبة قلبه الرقيق؛ قلبه المُثقل بأحزان عالم يئن ويتمخض بسبب الخطية، وأحزان قديسيه الذين هم جزء من هذا العالم.

هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net