الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العمل العظيم
"إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ" ( نحميا 6: 3 )
أتى أعداء شعب الله باقتراح يتسم بالرياء: "هَلُمَّ نَجْتَمِعُ مَعًا فِي الْقُرَى فِي بُقْعَةِ أُونُو" ( نح 6: 2 ). إن "بُقْعَةِ أُونُو" أو "وادي الصُنَّاع" ( نح 11: 35 )، التي اختاروها كمكان للاجتماع، تُوحي بالمشاركة في العمل مع أعداء شعب الله. لكن هذا العرض قد رُفض. وما أجمل حيثية الرفض: "إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ". أما العمل العظيم الذي كان نحميا يعمله، فهو بناء سور أورشليم المُنهدم. وياله من درس أدبي لكل خادم للمسيح:

أولاً: العامل: "أَنَا عَامِلٌ". هو لا يلقي المسؤولية على آخر، لكنه يشعر أن الضرورة موضوعة عليه هو. فالخدمة تطوعية، وكل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بكل أمانة وإخلاص.

ثانيًا: التوقيت: مستمر في العمل: لا يكفي أن أكون قد عملت في الماضي، بل إني مستمر وسأظل أعمل حتى أتمم بفرحٍ سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع ( أع 20: 24 ). البعض يعيش على أمجاد الماضي، والبعض الآخر يعيش على آمال المستقبل، لكن علينا أن نستغل الفرصة الآن "هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ ... هَلُمَّ الآنَ ... نُخْبِرْ" ( 2مل 7: 9 ).

ثالثًا: نوعية العمل: "عَامِلٌ عَمَلاً"، وليس قولاً أو كلامًا ( 1يو 3: 18 ). لقد بنى نحميا السور ولم تبقَ فيه ثغرة. ما أعظم هذا العمل! إنه بناء! هل نحن نبني أم نهدم؟ ليحفظنا الرب من أن نكون معاول هدم بالنقد اللاذع، بالغيرة الجسدية، بتحطيم سُمعة الآخرين.

رابعًا: صفة هذا العمل: "عَمَلاً عَظِيمًا": (1) لأنه أنقذ من حالة شر عظيم وعار. (2) لأن وراءه الإله العظيم. (3) لأنه نتج عنه فرح عظيم. فبعد أن أكملوا العمل، ذبحوا ذبائح عظيمة وفرحوا لأن الرب أفرحهم فرحًا عظيمًا ( نح 12: 43 ).

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net