الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آخُذُكُمْ إِلَيَّ
"آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" ( يوحنا 14: 3 )
هذا وعد نفيس حقًا أعطاه الرب لتلاميذه ليعزي قلوبهم الحزينة ويطيّب خاطرهم. وكم طيَّب هذا الوعد قلوبًا مُتعَبة إلى يومنا هذا. ونلاحظ في هذا الوعد كلمة "أنا" و"أنتم" متكررة بكثرة، والمعنى أن قلب يسوع مُتعلِّق بقلوب تلاميذه، والمحبة ربطت قلبه وقلوبهم معًا، وأصبحوا كأن لهم قلبًا واحدًا؛ محبة يسوع الرقيقة تجلَّت في ملء حلاوتها ولذتها. فلما رأى التلاميذ وقد امتلأوا حزنًا لفراقه ولا سيما من قوله "حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي" ( يو 13: 36 )، بدأ يتكلَّم إلى قلوبهم بكلام تعزية.

كانت كلمة مؤلمة لقلوب التلاميذ التي بها أجاب الرب سؤال بطرس: "يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟" ( يو 13: 36 ). وكان الرب يُشير بهذه الإجابة إلى موته على الصليب، فلما رأى اضطراب قلوبهم نطق بهذا الوعد المبارك "آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ"، فهو لم يَقُل "أرسل فآخذكم". كلا، هذا لا يشبعه، بل يقول "أنا آتِي". هذه هي محبته التي تجعله يأتي بنفسه، فالمحبة تُقدِّر محبوبها، وتعظّم غرضها. فلو أنه قال للتلاميذ إنه سيُرسل عبده ليأخذهم إليه، لَمَا سطعت محبته ولا بانت قيمتهم في عينيه.

لكن إلى أين هو ذاهب؟ هو ذاهب إلى بيت الآب في العُلا، إلى الوجود في محضره. ويقول سآخذكم إليَّ، إلى البيت. ولاحظ قوله: "إليَّ"، فهو مشغول بنا ويُحبنا. هو الآن هناك، ولكنه سيأتي إلينا. ويقول عبارة أخرى "حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا"، فسرور قلوبنا أن نكون حيث هو، مكاننا معه على أساس دمه الغالي الكريم، وباستحقاق هذا الدم الثمين. فحيث يسوع سنكون نحن "مَعَهُ"؛ سنكون حيث هو، وهذا أسمى وأغبط مكان في السماء.

"أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا"؛ مكانًا سعيدًا أبديًا، مكانًا أعدته محبة الرب يسوع، محبة العريس الإلهي للعروس المفدية. هذا هو وعده الصادق الأمين "آتِي أَيْضًا".

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net