الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السامري الصالح
"مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟" ( لوقا 10: 26 )
هذا هو الناموس؛ مطاليبه صارمة، ومقياسه كامل، ومعياره لا يتغير، مُوقعًا حكم الموت على المتعدي، دون أي وعد بالرحمة. مُقدَّس وعادل وصالح في ذاته، لكنه قادر على إظهار أن الإنسان خاطئ، دون إعطائه الحياة أو البر "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ!" ( غل 2: 21 ). فمن يستطيع إذًا أن يدّعي الحصول على الحياة على أرضية الناموس؟ من يستطيع القول، "أنا طاهر، أنا نقي، لم أتعد وصاياك ولو لمرة؟" مباركٌ الله، هناك واحدٌ فقط أحبَّ الرب إلهه من كل قلبه، ومن كل نفسه ومن كل فكره ومن كل قدرته، كما أثبت أنه يحب قريبه كنفسه، بفدائه بدمه الغالي ( لو 10: 27 ).

بالرغم من أن الفريسي كان على استعداد "أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ" (ع29)، إلا أنه فشل في فعل ذلك، لأنه كان واقفًا أمام نور الحق؛ ويبدو من سؤاله: "وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟"، أنه كان لديه بعض التخوف من جهة قدرته على تتميم هذا الجزء من مطاليب الناموس. وعندما رسم الرب أمامه صورة لشخص أحب قريبه كنفسه، أضاف: "اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هَكَذَا"، فلم يستطع الناموسي أن يسأل مزيدًا من الأسئلة، بسبب لوم الضمير. وتحت تأثير قوة حق الله المقدس، سكت لسانه. لو كان قلبه فُتح ليقبل التعليمات المباركة المُعلنة له، لما فشل في أن يدين ذاته، ويخيب عن معيار الله للبر، ولَفَهِمً مِنَ المَثَل أن المسيح رسم صورة لحياته - حياة الفريسي - في المسافر الواقع بين اللصوص، العاري والمجروح والمحتاج، وهو بين الحياة والموت. ولأدرك أن الذي يتحدث إليه هو "القريب" المُستعَد لأن يضمد جراحه، ويصب على ضميره المجروح السلام والفرح. وبذلك يكون قد تعلَّم سر الإنجيل الحقيقي، أنه بينما هو لا يقدر أن يرث الحياة الأبدية بالأعمال، إلا أنها يُمكن أن تُمتلك مجانًا؛ بلا فضة وبلا ثمن، من مُخلِّص الخطاة، كعطية الله المجانية.

هـ. هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net