الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم ولُوط
"أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ ... نَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ" ( تكوين 13: 12 )
إن ثياب إبراهيم تدنست ولبس أحيانًا ثوبًا مختلطًا ( تث 22: 11 )، لكنه سرعان ما عاد إلى وضعه الأول. أما لُوط فلم يعمل ذلك، لأنه كان خائنًا لدعوة الله، استوطن حيثما كان يجب أن يكون غريبًا، واختار أرض السقي، واختار بيته في مدينة، بينما كان الله يرى إبراهيم يجول من مكان لآخر، كغريب ونزيل، وما أقل السواد الذي عَلا صحيفته البيضاء.

كان لُوط رجل المبادئ المختلطة كل أيامه، أما إبراهيم فكان مُخلصًا لدعوة الله. لُوط ساقته مبادئه الكاذبة إلى الخجل والبؤس والشقاء، قد أُخذ أسيرًا من بلدته وكان على حافة الهلاك، لولا أن إبراهيم أنقذه، وهذا ما نراه في الكنيسة، فكم من شاهد قام فيها فنجّاها، ولكنها نظير لُوط الذي خلُص كما بنار: بادت التعزية من نفسه البارة، وحل العذاب مكانها. فأين بهجة الأفراح في لُوط؟ وأين الوجه المُنير وأين الفرح؟ بل أين القوة وأين النُصرة؟ بل أين الظَفَر؟ أين هتاف الروح؟ بل تهليل العواطف؟ مسكين لُوط وأي مسكين! قصدته الملائكة تُقدم رِجلاً وتؤخر أخرى، نافرين منه، بينما كان ربهم وسيدهم في لذيذ الحديث مع إبراهيم، والألفة والدالة مع عمه.

كان يكفي لُوط أن ينجو بحياته غنيمة، بينما كان إبراهيم ماكثًا في الأعالي يرى من هناك سقوط الدينونة ووقوعها. أ ليس في هذا معنى لنا؟ ألا نأخذ لنا منه تعليمًا؟ فبعد أن اتخذ لُوط مَسلَكه وتشرَّبت روحه من المبادئ المختلطة، أصبح حائدًا ضالاً عن سبيل دعوة الله التي لو أطاعها لحفظته؛ فاقدًا الشركة بينه وبين إبراهيم، ذلك البطل الذي يركض لمعونة أخيه في يوم بؤسه. قديس الله يعترف به كقريبه ويعمل له عمل الولي، ولكن لا شركة ولا عِشرة. هكذا كان لُوط، فلم يجعل دعوته واختياره ثابتين، وما كان لشعب الله أن يعتقد في صحة إيمانه لولا شهادة الروح القدس غير العادية عنه ( 2بط 2: 6 -9).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net