الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَارَُ!
"وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" ( 1ملوك 11: 6 )
إن المباينة الظاهرة في افتتاحية الأصحاحين العاشر والحادي عشر من سفر الملوك الأول، خطيرة جدًا. فالأصحاح العاشر يُحدّثنا عن زيارة "مَلِكَة سَبَا"، بمشكلاتها الروحية التي أُتيح لسليمان أن يجلوها بحكمة الله المُعطاة له. ثم إن عظمة سليمان، وحكمته، والهيكل، والسعادة التي أحاطت بجميع عبيده؛ كل ذلك أذهلها، ورأت فيما رأت، يد الله في كل شيء، ونسبت الجميع إلى محبته تعالى لشعبه إسرائيل.

ولكن؛ وما أرعبها كلمة! ولكن الأصحاح الحادي عشر يُحدّثنا عن الجحافل السليمانية الأثيمة؛ جحافل النساء اللواتي اجتذبهن من موآب وعمُّون وأدوم ... إلخ. "سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ (الأميرات)، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ" (ع3). إن الرجل الذي صلَّى مُتضعًا للرب عند تدشين الهيكل، أصبح ساجدًا عابدًا "لعَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ"، وغيرها من رجاسات الأوثان! وذلك الذي شيَّد لاسم الرب هيكلاً، هوى للحضيض حتى أنه "بَنَى مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ" (ع7، 8). فأورشليم الحبيبة لقلب الرب، قد أُحيطت بحزام من كل ما هو كريه في عينيه! وبينما نراها في ملوك الأول 10 مركزًا للنور الروحي، ها هي تُصبح في ملوك الأول 11 مرقدًا لأبشع صور الوثنية! إيه يا سليمان! "كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ!" ( 2صم 1: 27 )، "فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ" (ع9).

فلنحرص ألا نقرأ عبثًا هذا التاريخ المُذل، فهو قد كُتِبَ لتعليمنا. إن الزمالة مع زوجة مُقدَّسة، مُختارة بإرشاد الله، هي عون بالغ وتعزية للمؤمن المسيحي، لكن تأثير الزوجة غير المُقدَّسة يكفي لتحطيم الحياة الروحية والشهادة حتى عند أفضل القديسين.

فراداي
 
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net