الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يَتَمَنْطَقُ وَيَخْدُمُهُمْ!
"الْعَبِيدِ ... إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ ... يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ" ( لوقا 12: 37 )
ما أروع أن ابن الله قد أخذ صورة العبد الخادم. ويا لها من خدمة كانت خدمته! كان يجول يصنع خيرًا، ويشفي المرضى، وينطق بكلمات العزاء للمحزونين والتشجيع للمنكسري القلب. كانت خدمة تاعبة دائبة جاهزة في كل وقت مناسب وغير مناسب. إن المحبة المتأججة في قلبه الكبير كانت تحصره دائمًا. خدم الأطفال لما ضمهم بين ذراعيه وباركهم. وخدم امرأة خاطئة لما سافر إليها في طريق بئر السامرة. وخدم تلاميذه؛ بالمحبة ردَّ الشارد، وسنّد الضعيف، وانحنى حتى غسل أرجلهم. على أن أكبر أعمال محبته وأكملها وأجلّ خدماته وأعظمها ما جرى في الجلجثة، عندما وضع حياته على الصليب فدية عن كثيرين. ومَن ذا الذي يُحدثنا عن آفاق تلك الخدمة الفسيحة الوسيعة؟ ومَن يحد دوائرها؟

على أن خدمة المسيح لخاصته لم تنته، لأنه لم يزل يخدم في المجد كرئيس الكهنة الشفيع. إنه يخدم كل نفس وثقت فيه بالإيمان. وما أقل ما نعلم عن خدمته هذه لكل واحد منا. ويا له من إعلان مجيد عندما تُستعلن تلك الخدمة المُستترة اليوم في يوم عتيد. حينذاك سنعلم قيمة هذه الخدمة بالنسبة لنا؛ سوف ندرك كم من عثرات جَنَّبتنا إياها هذه الخدمة، وكم من فخاخ أزالت من طريقننا، وكم من هجمات دفعتها عنا، وكم من رحمة نزلت علينا من بين يديه المبسوطتين بالشفاعة لنا. كم رد نفسًا شاردة! كم أرجع نفسًا عن طريق ضلالها! كم كان يحنو! وكم كان يحفظ! كم كان يَرفِق، وكم كان يتراءف! كان على الأرض دؤوبًا في الخدمة، وكما على الأرض كذلك في السماء.

وحتى عندما نراه أخيرًا وجهًا لوجه في مجده السماوي، عندما نكون معه ومثله، حتى حينذاك سنرى أن خدمة المحبة لا تنتهي "إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُنا وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُنا". فالذي خدم ولم يخدم مثله أحد، والذي يخدم ولا يخدم مثله أحد، سوف يخدم ولن يخدم مثله أحد. هذا هو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله.

ريفورد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net